معترفا بصعوبة الوضع.. شقيق مؤسس البوليساريو يُهدد موريتانيا بالحرب في حالة إنشاء معبر تجاري جديد مع المغرب

 معترفا بصعوبة الوضع.. شقيق مؤسس البوليساريو يُهدد موريتانيا بالحرب في حالة إنشاء معبر تجاري جديد مع المغرب
الصحيفة من الرباط
السبت 25 يناير 2025 - 9:00

يواصل التقارب المغربي الموريتاني في إثارة قلق كبير في أوساط جبهة البوليساريو الانفصالية، التي ترى أن هذا التقارب يمضي على حسابها، وقد ظهر هذا القلق بشكل جلي في رسالة نصية تداولها نشطاء البوليساريو على مواقع التواصل الاجتماعي منسوبة إلى البشير مصطفى السيد شقيق مؤسس الجبهة الانفصالية ومستشار زعيمها الحالي إبراهيم غالي.

ووفق بعض نشطاء البوليساريو، فإن البشير مصطفى السيد، اعترف بصعوبة الوضع في الصراع القائم مع المغرب، خاصة في ظل وجود تقارب مستمر بين الرباط ونواكشوط، الذي يُرتقب أن يُسفر عن إنجاز ممر بري جديد يربط بين البلدين عبر الصحراء.

وكتب البشير مصطفى السيد، رسالة نصية تضمنت تهديدا بالحرب ضد موريتانيا، حيث قال "الوضع في مجمله صعب للغاية لأن العدو يريدها مرحلة مفصلية وللحسم والرهان على موريتانيا، فبإمكانها أن تمنع هذا الرهان برفض شق طرق الاحتلال المغربي إليها عبر أراضي الجمهورية الصحراوية وتحويل حدود الصحراويين معها الى حدود مغربية، وبالتالي برمجة توريطها في حرب أشقاء اعتزلتها".

ودأب قادة البوليساريو ونشطاؤها في تداول العديد من الرسائل النصية المماثلة، بهدف تجييش الموالين لها، إلا أنه في السنوات الأخيرة لوحظ بأن الاستجابة لدعوات قادة الجبهة الانفصالية تراجع بشكل كبير، حيث سئم العديد من الشباب المحتجزين في تندوف أو الذين يعيشون في الخارج من "الانفصال عن الواقع" الذي يمارسه القادة.

وتجلى هذا بشكل واضح في فيديو نشره أحد الصحراويين المعارضين للبوليساريو في الخارج، الذي انتقد دعوة البشير وتهديده لـ"الشقيقة" موريتانيا، والتضحية بالآلاف من الشباب المتواجدين في تندوف، في حين يعمل القادة على نقل أبنائهم للعيش في الخارج وتوفير التأشيرات لهم للتنقل وعيش حياة الرفاهية على حساب الصحراويين المحتجزين في صحراء تندوف.

وسبق أن أكدت العديد من التقارير وجود حالة من الغضب والسخط في أوساط ساكنة تندوف وقيادة البوليساريو، وحدوث مواجهات بين ميليشيات البوليساريو والمحتجزين في المنطقة، وهو ما دفع بالجبهة الانفصالية إلى استثمار أموال ضخمة في بناء مقرات جديدة محصنة ضد الاقتحامات.

وكان محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، قد صرح في حديث لـ"الصحيفة" بأن جبهة البوليساريو تستثمر أموالا معتبرة لبناء مقرات ضخمة في تندوف، مما يشير إلى نية مبيتة لتوطين المشروع الانفصالي في تلك المنطقة، بعدما يئس خصوم المملكة المغربية وأعداء وحدتها الترابية من إمكانية تحقيق أهدافهم في الأقاليم الجنوبية للمغرب

وأضاف عبد الفتاح عقب إصدار منتدى "فورساتين" لبلاغ يكشف فيه عن قيام زعيم الجبهة الانفصالية، إبراهيم غالي، بناء قصر رئاسي وصفته بـ"الفاخر" في منطقة الرابوني، أن بناء هذه المقرات مع الميزانيات المعتبرة المخصصة لها يشير أيضا إلى الهاجس الأمني الذي يسيطر على قيادة البوليساريو في ظل الوضع الاجتماعي والإنساني المحتقن داخل المخيمات.

 وقال رئيس المرصد الصحراوي في هذا السياق، "إن سكان المخيمات عبروا عن سخطهم المتزايد إزاء تدبير الشأن الداخلي لمخيمات تندوف، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية التي تتعرض للنهب والتسيب المستشري، مما دفعهم للتعبير عن غضبهم عبر الاحتجاجات والاعتصامات".

وأشار عبد الفتاح إلى أن هذا الوضع قد دفع العديد من السكان إلى اقتحام مقرات أمنية ومقرات قادة الجبهة، بما في ذلك مقر زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، ما يعكس تزايد حالة الغضب داخل المخيمات، مضيفا أن القيادة الانفصالية ترى في بناء المقرات الجديدة محصنة أمنيا بمثابة حل لحماية نفسها من موجات الاحتجاجات المتزايدة.

كما لفت محمد سالم عبد الفتاح إلى أن هذه "الميزانيات المعتبرة تحيل على خلل كبير يتعلق بالدعاية الانفصالية التي تروج إلى نقص المساعدات وتدق ناقوس الخطر بسبب تراجع المساعدات، في حين أن القيادة نفسها تعكف على مظاهر البذخ والترف وأسرها ومقراتها وسكنها الخاص، بما في ذلك تشييد المقرات الفخمة والضخمة على حساب المساعدات المنهوبة وعلى حساب الوضع الاجتماعي والاقتصادي لقاطني مخيمات تندوف".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...